السبت، 26 مايو 2012

الشعر الزائد على الجسد الناعم ذكورة تؤرق الفتاة والمرأة


يطلق على المصابة بهذه الحالة " الفتاة الشعرانية " ( Hirsutisme) وهي حالة تتميز بزيادة نمو الشعر وظهوره في غير مكانه الطبيعي في جسم المرأة خاصة في الوجه وأسفل الظهر والساقين والذراعين والصدر وحول حلمة الثدي وعلى البطن، ويزداد شعر الوجه خاصة في المنطقة ما بين الشفة العليا والأنف ومنطقة الذقن ، فتبدو المراة كأن لها ذقناً وشارباً مثل الشباب المراهقين.
تثير هذه الظاهرة عادة ذعر البنات في سن المراهقة والنساء بشكل عام، وتسبب لهن قلقاً شديداً وحالة نفسية مضطربة وتعدّ مصدر إزعاج ومضايقة، ويكون التساؤل المُلّح على ألسنتهن دائماً: " ما هو سبب هذه الظاهرة؟ وما هي طريقة معالجتها؟ وهل هي حالة بين الأنوثة والذكورة؟ ... الخ.


أنواع الشعرانية: هناك نوعان من الشعرانية:
1. شعرانية النسق الذكوري وهي الاكثر شيوعاً وأسبابها هرمونية ونسبتها تتعدى 90% من الحالات.
2. النوع الثاني الأقل شيوعاً هو التشعّر أو داء الشعر وأسبابه غير هرمونية وهي في الغالب وراثية وعرقية.
وعلى هامش هذيه النوعين هناك نوع عادي ولكن غير مألوف وهو حين لا تتمتع الانثى بالرغم من بلوغها بشعر تحت الإبطين أو على الساقين وهي حالة نادرة جداً.
أسباب الشعرانية:
- عدم التوازن الهرموني: تفرز بعض الغدد في جسم كل أنثى بالإضافة الى هرمونات الأنوثة كمية ضئيلة جداً من هرمونات الذكورة التي بفضلها ينبت الشعر على العانة وتحت الإبطين من دون أن يؤثر ذلك على صفات الأنوثة، ولكن إذا حدث خلل لسبب ما في وظيفة هذه الغدد أدّى ذلك الى عدم توازن وتكافؤ في إفراز هرمونات الأنوثة والذكورة لجهة زيادة هذه الاخيرة مما يساعد على نمو الشعر بغزارة على الوجه والجسم بشكل غير مألوف.
إن سبب هذه الظاهرة في الغالب هوعدم انتظام وراثي لعمل الهرمونات ، فبعد دراسات مطولة وإحصاءات دقيقة توصل العلماء الى أن ما بين 85-95 % من النساء الشعرانيات لديهن عدم توازن وتكافؤ وراثي في إفراز الهورمونات التناسلية.


- تضخم غدة الكظر (Adrenal gland) الموجودة فوق الكلية: يؤدي بدوره الى زيادة إفراز هرمون الذكورة ويكتشف هذا المرض بواسطة التصوير الصوتي وقياس مستوى الهرمونات في الجسم.


- أكياس المبيض (Ovarian Cyst): يصاب المبيض في بعض الحالات المرضية بأورام (أكياس) فتتكون في داخله حويصلات غير طبيعية كذلك تتولد خلايا خاصة تفرز هرمون الذكورة أكثر من المطلوب فيحصل اضطراب وخلل في التوازن الهرموني مما يؤدي الى زيادة نمو الشعر بغزارة على الوجه والساقين مع ما يرافق ذلك من انقطاع الدورة الشهرية وضمور الثدي وإصابة المراة بالعقم ...الخ، ومعالجة هذه الحالة تكون عادة بإستئصال الورم بالجراحة.


- التوترات والإنفعالات النفسية: إن التوترات والإنفعالات النفسية المستديمة والصدمات النفسية الشديدة الوطأة، بإمكانها أن تلحق ضرراً بالتوازن الهرموني نظراً لتأثيرها على وظيفة الجهاز العصبي والغدة النخامية بصورة غير مباشرة.


- تأثير الأدوية والهرمونات: من الممكن أن تتسبب بعض الادوية بنمو الشعر الزائد، من بينها:
أ‌. مشتقات الكورتيزون التي تُعالج بواسطتها آلام المفاصل والربو وأمراض الدم.
ب‌. هورمون الذكورة (التستوستيرون) التي تستخدم في معالجة بعض الأمراض النسائية.
ت‌. المستحضرات التي تساعد على نمو العضلات وتضخّم الجسم في حالات الهزال الشديد والنحافة.
ث‌. بعض أنواع حبوب منع الحمل المركّبة من هرمونات غير ملائمة لجسم المرأة.
ج‌. بعض أنواع الأدوية المهدّئة والمسكّنة خاصة إذا استخدمت لفترات زمنية طويلة.


- أسباب جغرافية: قد يختلف نمو شعر الوجه والجسم عند الفتيات بإختلاف البيئة ومناطق السكن والبلاد التي يولدن فيها، ففي البلاد الشمالية الباردة مثل أوروبا وأمريكا تبدو بشرة الفتاة وجلدها ناعماً أبيض اللون تكسوه طبقة خفيفة جداً من الشعر الشبيه بالوبر، بخلاف البلاد الجنوبية الحارة مثل شرقنا العربي حيث كمية الشعر عند فتياتنا إجمالاً هي أكثر غزارة في سائر أنحاء الجسم.
هذا الإختلاف لا يعني أن هرمون الذكورة يُفرز بكميات ضئيلة عند الأوروبيات وبكمية أكثر عند الشرقيات إذ إن نسبة إفراز الهرمون الذكري في كلتا الحالتين هي واحدة، أما الفارق فيكمن في درجة تأثر الجسم بهذا الهرمون، هذا بالإضافة الى العوامل الجغرافية الأخرى المساعدة على ذلك.


- أسباب وراثية: بالإضافة الى العوامل الجغرافية هناك العوامل الوراثية والبُنيوية فغالباً ما نرى ظهور الشعر بكثرة عند إناث العائلة الواحدة وكأنها صفة موروثة عندهن هذا بالرغم من عدم وجود أي عارض مرضي أو اضطراب غدّي أو انحراف تكويني عندهن، لذلك على الفتاة الشرقية ان تفكر مليّاً بهذا الموضوع قبل إصدارها الحكم على نفسها بأنها " شعرانية " أكثر من اللزوم.
معالجة الشعر الزائد (علاج الشعرانية):
قبل المباشرة بأية معالجة لظاهرة كثرة الشعر من الضروري اكتشاف أسبابها، والشخص المؤهل لإكتشاف هذه الأسباب أكثر من غيره هو الطبيب الأخصائي بأمراض الغدد ذات الإفراز الداخلي والأمراض الجلدية والنسائية.
في حالة لم يتم التوصل الطبيب الى تفسير واضح لكثرة الشعر فإنه يلجأ الى إجراء المزيد من الفحوص لمعدل الهرمونات التي ينتجها الجسم وإعادة إجرائها لأن معدل الهرمون الذكري يتبدّل بشكل طبيعي، وبنتيجة هذه الفحوص يظهر عادة عدم توازن في إفراز الهرمونات.
أما في حال ظهور كثرة الشعر بصورة مفاجئة فإن الطبيب يطلب فحوصات خاصة للتأكد من أن المرأة لا تعاني من تورم في المبيض أو غدة الكظر الذي قد يكون السبب الأكيد في الإفراز المفرط للهرمون الذكري.


عندما يتبين بأن الشعرانية تعود لسبب متصل بعدم توازن هرموني أو إفراط في إفراز الهرمون الذكري، يمكن اللجوء الى تشكيلة من الأدوية التي ترفع من معدل الهرمون الأنثوي وتخفّض الهرمون الذكري مثل أقراص ديان (Diane) أو غيرها.
كذلك هناك أدوية تعمل على مقاومة الهرمونات الذكرية بشكل فعّال وتعطى تحت إشراف طبيب مثل (Androcur).
ولا ننسى بالطبع جدوى إنقاص الوزن، إذا تبين أن السمنة المفرطة هي سبب الخلل الهرموني واضطراب الغدد.


بالطبع لن تظهر نتيجة العلاج بالأدوية بالسرعة التي تتوخّاها النساء، بل إن الأمر قد يتطلب المثابرة على العلاج من 6 أشهر الى سنة أو سنتين ونصف لا سيّما أن الشعر ينمو ضمن دورات وحقبات متعاقبة.
ويجدر التنبيه الى أنه مهما تنوّع العلاج فإنه لن يؤدي الى تساقط الشعر الموجود، لا بل يؤدي الى ظهور شعر جديد أقل كثافة من القديم وأنعم منه.

0 التعليقات:

إرسال تعليق