الثلاثاء، 22 مايو 2012

الطفل النساي.. نتعامل معاه إزاي؟؟


السلام عليكم.. أنا بنت 23 سنة متخرجة من سنتين من كلية الخدمة الاجتماعية.. بعد التخرج الحياة اختلفت؛ بقيت زهقانة بعد ما أخدت كورس كمبيوتر وخلّصته، وعملت كمان الخدمة العامة بتاعتي.

المهم قررت أفتح حضانة والحمد لله فتحتها وبدأت فيها من شهر وكله ماشي والحمد لله، وكمان بقيت بادّى دروس أولى وثانية ابتدائي بالليل، لكن مشكلتي اللي أنا عايزة لها حلّ منكم هي إن فيه طفل عندي في أولى ابتدائي تركيزه ضعيف..

يعني دلوقتي في أولى ولسه مش عارف الحروف الهجائية وبينساها بسرعة، فمسافة ما أقوله الحروف ويكتبها يرجع ينسى بعد شوية، أكرر له الحروف ينسى، أربط له الحروف بأشكال علشان يعرف يفرّق ما بينهم ينسى!! فسألت مامته هو بيلعب إزاي قالت لي هو مش بيعرف يلعب، بيضرب الأطفال وإنه من صغره كده.

يا ترى حالة زى دي تستدعي تدخل طبيب؟؟ ولا أنا ممكن أساعده إزاي؟؟ علشان أهله يعني مستواهم على قدّهم، ومش حمل مصاريف كثيرة.. أنا قلت لها ماروحتيش لدكتور قبل كده قالت لي لأ، بس يمكن أيام الحضانة كان بيتضرب كثير فيكون سببت له كده، وقالت لي إنها ساعات هي كمان بتنسى!!

أنا أتعامل معاه إزاي؟؟ وألفت انتباهه إزاي؟؟بصفتكم خبرة ومهرة عني بكثير وتقدروا تفيدوني، وشكرا ولكم جزيل الشكر والتقدير.

ابنتي العزيزة.. أحييك مرتين؛ الأولى لاجتهادك ونشاطك وطموحك الذي ظهر في إنشاء حضانة، وكذلك القيام بعمل مسائي بجانب الحضانة الصباحية، والثانية لاهتمامك بتلميذك وتعاطفك مع مشكلته؛ فهكذا يكون المدرس الحق يا ابنتي؛ يُعلّم بحسّ تربوي لا يخلو من العاطفة الصحية.

والحقيقة يا ابنتي أن ما تحدثت عنه من أعراض تظهر على تصرفاته لا تجعل المختص يؤكد أو يرجّح اضطراباً بعينه دون غيره، فالأصل أنه لا يوجد تشخيص واضح لما قلتِه عنه..

ولكن من سياق الكلام أراك ذكرت نسيانه المستمر وعدم انتباهه لك وضربه للأطفال، قد ألمح أنه يقترب قليلاً من اضطراب فرط الحركة و/ أو تشتت الانتباه في مثل هذه السن؛ حيث وُجِد أن الأطفال ما بين ست سنوات واثنتي عشرة سنة ويعانون من هذا الاضطراب تكون لديهم عدة أعراض لهذا الاضطراب كالتالي في الغالب:


- يتورط هؤلاء الأطفال عادة بأعمال خطرة دون أن يحسبوا حساب النتائج.
- يكون الطفل في هذا العمر متململا كثير التلوي والحركة ولا يستطيع البقاء في مقعده.
- ويمكن أن يخرج من مقعده أثناء الدرس ويتجوّل في الصف.
- من السهل شدّ انتباهه لأشياء أخرى غير التي يقوم بها.
- لا ينجز ما يُطلب منه بشكل كامل.
- يجد صعوبة في اتباع التعليمات المعطاة له.
- يلعب بطريقة عدوانية فظة.
- يتكلم في أوقات غير ملائمة ويجيب عن الأسئلة بسرعة دون تفكير.
- يجد صعوبة في الانتظار في الدور.
- مشوش دائما ويضيع أشياءه الشخصية.
- يتردّى أداؤه الدراسي.
- يكون الطفل غير ناضج اجتماعيا وأصدقاؤه قلائل وسمعته سيئة.
- يصفه مدرسه بأنه غير متكيف أو غارق بأحلام اليقظة.

وهذا الاضطراب قد يكون بمفرده أو معاً؛ أي قد يكون الطفل ضعيف التركيز مع أو بدون أن يكون مفرطا في الحركة.

ولقد ذكرت لك تلك الأعراض فقط لتقيّميها بحيادية، وأؤكد مرة ثانية أن تلك الأعراض لا تكفي لتشخيص صحيح أو دقيق، ولكن ما ذكرتِه "قد" يلقي الضوء على اضطراب فرط الحركة و/ أو تشتت الانتباه.

هذا الاضطراب هو اضطراب ضمن الاضطرابات السلوكية التي تصيب الأطفال، والتي اختلف في تحديد حقيقة أسبابها الكثير؛ فمنهم من وجد أن السبب كيميائي، ومنهم من رآه وراثيا، ومنهم من رآه عضويا، ومنهم من رآه بسبب مشكلات حدثت أثناء الحمل والولادة، ومنهم من رآه بسبب تناول بعض الأدوية... إلخ.

وكذلك يصعب تشخيصها؛ لأنها تتقاطع مع اضطرابات أخرى تحمل بعض الأعراض، خاصة كثرة الحركة التي تكون عرضا من أعراض أمراض أخرى كثيرة، وكذلك يختلط كثيراً هذا الاضطراب مع صعوبات التعلم؛ حيث إنه قد يكون خاليا من اضطراب فرط الحركة و/ أو تشتت الانتباه، ولكنه يعاني من صعوبة من صعوبات التعلم المختلفة والتي ستحتاج لمعالجة مختلفة..

لذا فلا مناص من عرضه على متخصص نفسي؛ ليتم تقييمه ومعرفة حقيقة ما يعانيه من خلال القياسات والاختبارات المتخصصة، وذكرت كذلك تلك الأعراض لأوضّح لك أن علاجه سيحتاج جهدا ووقتا وخططا سلوكية، يحددها المختص أو يحددها من يقترح عليك المختصّ أن يتواصل معهم ممن ينتمون للمجال التربوي والنفسي، حيث يتعاملون معه بتقنيات متخصصة لتعديل السلوك، إذن لا مفر من القيام بالخطوة الأولى والأهم لمعرفة حقيقة ما يعانيه ولا مانع بعد ذلك إن أمكن إعطاؤك بعض البرامج السلوكية لاتباعها.. بارك الله فيك.

0 التعليقات:

إرسال تعليق