إدمان الطعام ناتج عن تفاعلات نفسية
تعتاد الكثير من النساء على أن تتناول الطعام قبل النوم بكميات كبيرة اعتقادًا منها أن الأكل فى هذا التوقيت يساعدها على النوم الهادئ والعميق، ولكنها حين تستيقظ وتجد نفسها بدينة تبكى وتشعر بالخجل واليأس، وفى حالات كثيرة تنتابها حالات عدم رضا عن نفسها وشكل جسمها.
أوضحت الدكتورة هبة عيسوى، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، أن الشخص البدين ينظر للطعام على أنه موضوع مغرٍ جذاب لا يقاوم، ولكنه مخيف فى الوقت ذاته، وإذا ما دققنا النظر لرأينا مشهداً غريبًا لدى جميع مرضى البدانة، بغض النظر عن أنواع الغذاء التى يدمنونها، وهذا المشهد يمثل الغذاء بطريقة ساحرة وفاتنة تشعر الشخص بسعادة وقتية.
كما أفادت “عيسوى” بأن البدين من الناحية النفسية يحس بأن فى جسمه فراغًا لا بد من سده، حتى ولو أزعجه ذلك، إلا أنه يحس بنقص لا يمكن احتماله، ولا يعوضه إلا الطعام، فالبدين يشعر بأن الطعام هو الشىء السحرى الوحيد القادر على تخليصه من قلقه النفسى، وتعويض شعوره بالفراغ فى الوقت ذاته، ومن هنا ينشأ هذا التعلق بالطعام، ذلك الشىء المحبوب والمكروه فى آنٍ واحد، وهذا ما يعرف بـ”ثنائية العواطف”، وهذا الشعور يدفع البدين إلى الحالة التى نسميها بـ”إدمان الطعام”.
ولهذا فالبدين يحقق كفاية نرجسية من خلال الأكل، ولكن هذه الكفاية لا تلبث أن تتحول إلى جرح نرجسى لمجرد رؤية صورته فى المرآة، على أن مادة الإدمان هنا سهلة ومتوفرة إذ تكفى بعض النقود لشراء المأكولات.
فأضافت أنه من الأسباب المهمة التى يجب أن تضاف إلى البحث فى أسباب السمنة هى إدمان الطعام، والعلاج إنما يتجه إلى استبدال هذه الميكانيزمات النفسية غير السوية بطرق جديدة للسعادة وتطبيب الذات والشعور بالإدمان دون اللجوء إلى الطعام.
0 التعليقات:
إرسال تعليق