السبت، 19 مايو 2012

تخلصي من اكتئاب الحمل والولادة


تتعرض المرأة خلال فترة الحمل والولادة إلي كثير من التغيرات الفسيولوجية والنفسية والجسمية التي تؤثر علي نمط حياتها وحالتها المزاجية والسلوكية فينعكس ذلك علي سعادة الأسرة بقدوم مولودها الجديد.

حيث ينشب الكثير من المشاحنات والخلافات نتيجة عدم تفهم كل منهما لطبيعة هذه المرحلة‏.‏

وتؤكد الدراسات والأبحاث العلمية ان سيدة من كل عشر تصاب بالاكتئاب بعد الولادة ويصاب الكثير بالكآبة والحزن خلال شهور الحمل بسبب التغيرات الكثيرة التي تطرأ علي حياتهن فيشعرن بالخوف والتوتر والقلق‏.‏

يقول الدكتور عماد مخيمر استاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق ان اي تغير يطرأ علي النمط الطبيعي المستقر للفرد يأتي بقلق وهو مايحدث خلال فترة الحمل والولادة حيث تبدأ الأم في الشعور بالمسئولية ومايترتب علي ذلك من استعدادات جديدة مثل احتياجها لساعات نوم اطول والراحة المستمرة وعدم قيامها بأعمالها المنزلية علي أكمل وجه بالإضافة إلي تناولها اكلات معينة للمحافظة علي صحة وسلامة وشكل الجنين خاصة في الثلث الأخير من الحمل ومايصاحب ذلك من تعرضها لضغط شديد واضطرابات نفسية كالتوتر والقلق لافتا إلي ان الاكتئاب لامكان له في فترة الحمل للواتي لايعانين مسبق منه علي عكس اللواتي لديهن الاستعداد لذلك حيث تلعب العقد والمشاكل النفسية الموجودة سابقا عند المرأة قبل الحمل دورها في زيادة نسبة الاكتئاب كظهور الإنفعالات المكبوتة واليأس والحزن استمر واوضح أن أبرز أسباب الأكتئاب هو سماع الأوهام والأفكار والمفاهيم الخاطئة المرتبطة بالحمل والولادة والميل نحو المبالغة كحدوث نزيف او سقوط الجنين او تغيرات في الشكل والوزن وفقدان الجاذبية خاصة إذا حدث الحمل بعد الزواج مباشرة فتتغير الحياة من سعادة شهر العسل إلي معاناة الحمل وإضطراب النوم وفقدان الشهية والشعور باليأس والتشاؤم والحزن وكذلك الشعور بعدم القيمة وعدم الرغبة في الحياة لعدم قدرتها علي السيطرة علي حياتها‏.‏

واكد مخيمر ان اعراض الاكتئاب التي تحدث بعد الولادة تظهر في الشعور الدائم بالتعب والإرهاق والخوف من عدم القدرة علي التعامل مع المولود الجديد والعصبية والتوتر وسرعة الانفعالات واحيانا نوبات من البكاء والإحباط والتعاسة بالإضافة إلي الخوف من عدم القدرة علي تنسيق امور المنزل والخروج والعمل في وجود الطفل وآلام جسيمة متنوعة‏.‏

وعن كيفية التخلص من الشعور بالقلق والاكتئاب خلال فترة الحمل والولادة واوضح مخيمر ان العلاج الأمثل هو المساندة النفسية للزوج والأهل قلبا وقالبا وذلك بتقسيم رعاية الطفل بينهم خاصة في فترة الستة أشهر الأولي من عمره حتي تنظم بيولوجيته بدخول الطعام له لذلك لابد من شبكة مساندة إجتماعية فعالة وقوية تجعلها تجتاز هذه المرحلة بنجاح‏.‏ واضاف ان فترة الاكتئاب تستمر حتي يعتمد الطفل علي نفسه وهذا النوع من الاكتئاب يسمي بإكتئاب الحالة وهو يبدأ مع الولادة وينتهي بعد اشهر قليلة‏.‏ بينما هناك حالات نادرة تستمر فترات طويلة حينما تكون الام عندها استعداد لذلك‏.‏

ونصح بعدم تناول اي ادوية مضادة للاكتئاب خلال فترة الحمل او الولادة إلا باستشارة الطبيب لخطورتها علي الطفل‏.‏ ويقول الدكتور احمد يسري مصطفي اخصائي النساءوالولادة إن المرأة خلال فترة الحمل ومابعدها يحدث لها العديد من التغيرات الفسيولوجية التي قد تسبب لها تغيرا في حالتها المزاجية كالشعور بالتوتر والقلق والعصبية واحيانا تصل إلي الاكتئاب‏.‏ وأضاف ان هناك نوعين من التغيرات ظاهرية كالبقع التي تظهر في مناطق الرقبة والبطن وهي عبارة عن انفجارات لشعيرات دموية تعمل لونا غامقا في هذه المناطق وهو مانسميه بالكلف وزيادة الوزن الذي ربما يصل إلي‏15‏ كيلو زيادة في وزن المرأة اثناء فترة الحمل ويستمر طويلا عقب الولادة بالإضافة إلي التغيرات الخفية المتمثلة في القييء وفقدان الشهية وظهور الأنيميا ونقص الكالسيوم وحرقان في المعدة نتيجة لضغط الجنين عليها وكذلك آلام المثانة وارتفاع نسبة إنزيمات الكبد‏.‏ ونتيجة لكل هذا تتعرض المرأة لضغوط نفسية وآلام جسمانية‏.‏ ويوصي الدكتور يسري بضرورة البعد عن السكريات خلال فترة الحمل للمحافظة علي الوزن وعقد جلسات ثقة مع الطبيب المعالج وعدم اللجوء إلي المهدئات التي تضر ما لم ينصح بها الطبيب لان بعض هذه التغيرات تنتهي بعد الولادة مباشرة مثل آلام المعدة والأنيميا والكالسيوم‏.‏

0 التعليقات:

إرسال تعليق