الأربعاء، 23 مايو 2012

"فورن بوليسي": بدء انتخابات الرئاسة دليل على صدق العسكري


اعتبرت مجلة "فورن بوليسي" الامريكية اليوم الاربعاء أن بدء عملية التصويت في الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية في مصر اليوم إنما يظهر "شرعية العملية السياسية الجارية في البلاد ورغبة شعبية لدى أطياف الشعب المصري لتخطي المرحلة الانتقالية ويؤكد التزام المجلس العسكري بتعهداته بنقل السلطة.
ولفتت الصحيفة - في سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الانترنت -أن "حمى الانتخابات الرئاسية" التي اجتاحت الشارع المصري تؤكد أحقية الاشادة بجهود المجلس العسكري الحاكم للبلاد حاليا لالتزامه الصارم بإجراء الانتخابات في موعدها ونقل السلطة لحكومة منتخبة وفق جدول زمني محدد بالرغم من الفرص التي أتيحت له مرارا للتراجع عن ذلك الالتزام.
وأوضحت المجلة أنه اذا أراد المجلس العسكري في مصر اغتنام الفرصة بعد حلقات العنف الدامية التي شهدتها البلاد خلال المرحلة الانتقالية أو بعد فوز الاسلاميين الساحق في الانتخابات البرلمانية أواخر العام الماضي لكان قد حصل على دعم كبير من قبل الكثيرين في مصر ممن سئموا من حالة الفوضى السياسية أو مازال لديهم مخاوف من وصول الاسلاميين للسلطة, غير أنه أدرك أن تمديد أمد المرحلة الانتقالية لن يسفر سوى عن مزيد من الضبابية وتعطيل حركة الانتاج والتسبب في حالة من الجمود التام وتعويق مسيرة مصر نحو الديمقراطية.
وأردفت مجلة "فورن بوليسي "الامريكية تقول في تقريرها إن المصريين ممن الهمتهم وأثارت حميتهم ثورة الخامس والعشرين من يناير من العام الماضي قد يكونون محقين في خيبة الامل التي أصابتهم بسبب التطورات المعاكسة والمسار المتعرج الذي اخذته الاحداث المتعاقبة منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي بدءا من انتشار العنف في الشارع إلى ما صاحب ذلك من ضجة بسبب استحواذ الاسلاميين على البرلمان; غير أن ثمة حقيقة يتعين عليهم إدراكها: وهى أن الانتقال السياسي من الاحداث في الشارع إلى صناديق الاقتراع لم يكن متوقعا أن يصب في صالح النشطاء الذين يمثلون شريحة صغيرة من المجتمع غالبا ما تنساق وراء التيارات التكتلية مثل التيارات الاسلامية على سبيل المثال.
وأضافت مجلة فورن بوليسي قولها "لقد ناضل هؤلاء النشطاء طويلا من أجل محاولة التأقلم والتعايش مع النتائج المحدودة التي تفرزها تظاهراتهم في الشارع بعد أن انقلب الرأي العام الشعبي ضدهم بسبب الانفلات الأمني المستمر وركود حركة الاقتصاد المصرية, وتضاءلت أعداد المشاركين في تظاهراتهم; لكن ذلك لا يتنافى مع حقيقة أن مثابرة وصمود هؤلاء الشباب قد نجح في تحويل مسار مصر السياسي حتى وإن كان حجم الانجازات التي حققوها لم يصل بعد إلى القدر الذي طمحوا إليه وناضلوا من أجله.

0 التعليقات:

إرسال تعليق